الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

إلى كل معلم

يوسف أحمد أبو ريدة

إلى كل معلم من أساتذتي في جميع مواقعهم.... وإلى كل معلم منتم معطاء .....مع خالص المحبة والوفاء....

 

أشعلتَ روحك في الآفاق مصباحا

 


ورحت تزرع في الأوطان أرواحا
/
ورحت توقد في الأبدان مفتخرا
عزيمة تغمر الأكوان إصباحا
/
ورحت تبني منارات العلا شهبا
وتوقد الحلم آمالا وأفراحا
/
حملتَ همّ بناء الجيل متّخذا
من درب أحمدَ للأمجاد مفتاحا
/
وقفت نفسك في ذات الإله وما
طلبتَ شكرا وتقديرا وأمداحا
/
فما تعبتَ وما كلّـت جوارحكم
وما مللتَ ولكن زدتَ إلحاحا
/
وما نظرتَ إلى أجرٍ وقد نقصت
حاجات أهلٍ وما قالوا: لقد باحا
/
علّلْتَ نفسك َ بالآمال تزرعها
حتى غدوتَ أمام الناس فلّاحا
/
ورحت تستوعب الطلاب مصطبرا
فذا ثقيل، وذا ما انفكّ مزّاحا
/
وذا مريض وفي عينيه بعض عمى
وذا أصمّ وعنه الركب قد راحا
/
وذا عليل، ففي أعضائه وجع
وفي الخلايا دبيب منه ما انزاحا
/
وذا بطيء بطيء في تعلّمه
لا يفهم الدرس مهما كنت شَرّاحا
/
وذا يعذبه التفكير من صغر
وذا يفكّر إذ ما كان مرتاحا
/
وذا ضعيف، وفي أثوابه أسد
حر يمور إذا ما الدرس قد لاحا
/
وذا تفوّق من عامين وانطفأت
منه الذبالة حين اختير سبّاحا
/
فأنت وحدك في الميدان تسعفهم
حتى عُددت أمام الخلق جرّاحا
/
تبارك الله إذ أعطاك مكرمة
فصرت للشعب قنديلا ومصباحا
/
تحارب الجهل تبني الجيل مفتخرا
تقدّم العلم للطلاب أقداحا
/
تطوّع الدرس كي ترقى بهم همما
حتى يصيروا لهذا الشعب أرباحا
/
فاهنأ فإنك في كل الشعوب دمٌ
تبثّ فيها بحول الله أرواحا

تـوحّدنا الــــــــــمحبة

تـوحّدنا الــــــــــمحبة والكيـاسةْ=ولكنّا تفرقنا السياسةْ
/
ونحسـب أن فعل الـهدم يبني=وأنّ الغدرَ يوصل للرئاسةْ
/
فنخدم خصمنا مـن غير قصدٍ =ونحسب فعلنا أبدا فِراسةْ
/
ونقتل بعضـنا بعضا ويمسي=ذكيُّ القلب أكثرَنا تيـــاسةْ
/
ويبني بعضنا حلما صـــــغيرا=فيهدم بعضنا دوما أساسهْ
/
نُضَحي دائما ببني دِمانا= ونحرس خصمنا نعمَ الحراسةْ

لمـــــــاذا أحبكَ قــــــــالت

لمـــــــاذا أحبكَ قــــــــالت، فـــقال= لأنكِ أبصرتِ فِيَّ الخيالْ
/
وكوّنتِ فــــي القلــب أسطورة=تصوغ من الرملِ ثوبَ الهـلالْ
/
أنا يـــا بنة الناسِ محضُ رؤى=بــــــذوقـك تغدو حريرَ الجـمالْ
/
فلا تحسبيني طــريق المنى= وفِيَّ الهدى واحتمالُ الضـلالْ
/
ولا تكتبيني حـــروف الهوى=فقلبي انقلاب وعقلي عـقــــالْ
/
وروحي تـــــروح بلا أمنياتٍ، وكـــــــــــانت قبيل الغدوّ الـوصالْ
/
أحـبك، أدري ولكـــن ظهري=ينوءُ بسبعٍ شـــــــــــدادٍ ثقـــالْ
/
فشعبي أسير، وطفلي فقير، وحـالي عسير، وجيشي غزالْ
/
ونهري نقيّ، وزهري شــــذيّ ولـــــــــكن يئنّ بسيفِ احتلالْ
/
وقــلــــبــي نَـــديّ، طهور نبيّ، ولكنّه مِـــنْ ضُلوعي استقالْ

وقلبك مثل عصفور طفوليّ

وقلبك مثل عصفور طفوليّ 
بلا أخطاءْ
/
/
يهدهدني، ويمسح دمعتي 
دوما
بفيض هناءْ
/
/
ويرجعني إلى أيام فرحتنا
على أبواب حارتنا،
بغير عناءْ
/
/
نرى الدنيا مهلّلة،
مبللة خدود الورد في فرح،
بطهر الماءْ
/
/
نرى الدنيا كلعبة " حَجْلةٍ "
تبدو بعالمنا
ضمير الكون والأشياءْ
/
/
نرى فيها حقول التين والزيتون،
تأخذنا حقول القمح مأسورين
بالأحلام والأوهام
تسرق سمعنا الورقاءْ
/
/
وقلبك لم يزل طهرا
ووجهك قبلتي أبدا،
ففيه الحسن،
فيه الماء
فيه تفتح الخضراءْ
/
/
وفيه أنا، وهل تجدين في الدنيا
سوى قلبي
أمير العشق والشعراءْ

المنسف

المنسف 
وقال إنه
كغيره من الأنام
لا يطيق أن يقاوم
الجنون والهوى
في أكْلها
وطعمها السَّفَّاحُ
وحده قضية
/
*
/
ولا يشكّ واحدٌ
بصدقهِ
فطبخة "المناسفِ "
التي يموتُ في التهامها
لذيذة
والشورباتُ بالجميدِ فتنةٌ
واللحم صافٍ أحمرٌ
وتحتَ رزها الجليّ
فتةُ الشِّراكِ
غضَّةٌ خفيّة
/
*
/
وقال إنه
لو يستطيع مرةً
لصبها للناس كالمياه
في الصنبور
دونما رَوِيّةْ
-----
المنسف: من أشهر الطبخات الفلسطينية والأردنية، تتكون من اللحم المطبوخ باللبن والأرز وخبز الشراك وشوربة اللبن.
الشراك: خبز رقيق يطبخ على صاج من جديد وتحته النار،
الجميد: لبن جامد جاف، في حجم قبضة اليد، يحفظ في الملح، يمرس ( يذاب)، فيصير لبنا سائلا يطبخ به المنسف وغيره من الطعام في المطبخ الفلسطيني، تصنع منه شوربة المنسف ويطبخ به اللحم، وتؤكل مع الأرز واللحم.
الصنبور: الحنفية.

لقهوة الصباح سحرها الذي

لقهوة الصباح سحرها الذي 
يمتدّ من أصابعي
إلى صفائح الدماء في الوريدْ
/
/
ومن جنونِ رغبتي الخضراء والمنى
إلى انطلاقة البهاء
في مفاصل الورودْ
/
/
لطعمها قداسة في أضلعي،
وهمسة لذيذة في مسمعي،
ونسمة ترفّ
في مسيرها الوئيدْ
/
/
يشدّني إلى الحياة طيبها
كأنني حبيبها،
وفي دمي دبيبها
يعيد لي الوجودْ
/
/
لقهوة الصباح سطوة رقيقة،
ولمسة صديقة،
كأنها تغازل الجلالَ
في القصيدْ
/
/
لقهوة الصباح عادة،
تعطرّ الحياة في دمي،
وتملأ الضلوعَ والمدى مُنىً
في يوميَ الجديدْ

سبحانك اللهمّ

سبحانك اللهمّ،
كلُّ خَلِيّةٍ
لك في دمائي
يا إلهي
تسجدُ
/
*
/
سبحانك اللهمّ،
خيرُ مفاخري
أني بحبّكَ
في الخفا
أتهجّدُ
/
*
/
أجزلتَ
إذ أعطيتَ قلبي
نَبْضَهُ،
فغدتْ
حروفي حرّة
تتعبدُ
/
*
/
أنا في سبيلكَ
قد سعيتُ
وإنني
بجميلِ عفوك
يا إلهي
أسعدُ
/
*
/
وبطهرِ ذكرِكَ
في الليالي ضارعٌ
وبه نهارا
صادقا أتجدّدُ
/
*
/
فإذا رضيتَ...
فكلُّ عُسْرٍ
هيّنٌ
وجميعُ أوقاتي
منىً لا تنفَدُ
/
*
/
أنا
يا إلهي قد أتيتك
طائعا
حسبي
بأني دائما
أتشهّدُ

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More